نقاش في دافوس يلقي الضوء على مخرجات كوب28 التاريخية

نقاش في دافوس يلقي الضوء على مخرجات كوب28 التاريخية

نقاش في دافوس يلقي الضوء على مخرجات كوب28 التاريخية

  • حاجة ملحة لأطر عمل شمولية متعددة الأطراف لسد النقص التمويلي المقدر بثلاثة تريليونات دولار والتمكن من تحقيق صافي الصفر واسترجاع التنوع الحيوي.
  • أكثر من 1,300 رئيساً تنفيذياً ورائد أعمال خيرية اجتمعوا في منتدى المناخ الأول للأعمال التجارية والخيرية في كوب28.

في جلسة خاصة عُقِدت ضمن الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، اجتمع قادة من القطاع العام والأعمال التجارية والخيرية لإبراز الدور الأساسي للأموال الخيرية ورأس المال المقدم من الشركات العائلية والتمويل التنموي في إحداث تغييرات ضرورية في السوق ستسرع المسار نحو اقتصادٍ صافي الصفر ومراعٍ للبيئة.

وجمعت هذه الجلسة قادةً من قطاع الأعمال والسياسات، بمن فيهم معالي جون ف. كيري، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، وراي داليو، مؤسس بريدج ووتر أسوسِيِتس، ومافالدا دوارتي، الرئيسة التنفيذية لصناديق الاستثمار بالمناخ، وديزموند كيويك، الرئيس التنفيذي لصندوق تماسيك، ومختار ديوب، المدير المنتدب لمؤسسة التمويل الدولية(IFC) ، وبدر جعفر، الممثل الخاص للأعمال التجارية والخيرية في كوب28 والرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع.

وافتُتحت الجلسة بملاحظات أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون ف. كيري، تحدّث فيها عن التحديات والفرص المصاحبة لجهود تحقيق الأهداف المناخية، والدور المهم الذي يمكن أن تؤديه رؤوس الأموال الخاصة في تعزيز قدرة الأسواق على الابتكار وإيجاد الحلول المستدامة. وجاء في تعليقه أنه نتيجة لمخرجات كوب28، “غدَونا الآن أكثر قدرة من أي وقت مضى على وضع هذه القضية (المناخية) على المسار الصحيح.”

كما أبرزت الجلسة النقاشية العامة التي أدارها ديفيد جيليس، مراسل المناخ في ذا نيويورك تايمز، النتائج التاريخية المفصلية التي انبثقت من كوب28 في الإمارات العربية المتحدة. وأشار النقاش إلى الحاجة الملحة لتعاون جميع أصحاب المصلحة جنباً إلى جنب لتحقيق ‘اتفاق الإمارات‘. ومن المواضيع التي تطرق لها النقاش أيضاً، أن الحدّ من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية وبلوغ أهداف مناخية منصفة ومستقبل مراعٍ للبيئة بحلول 2050، أمران سيقتضيان إحداث تغييرات جذرية في الأنظمة – من كيفية زراعة المواد الغذائية وتوليد الطاقة إلى كيفية نقل المنتجات والبضائع وبناء المدن. وأكّد النقاش القدرة الفريدة لرؤوس الأموال المقدمة من الأعمال التجارية والخيرية على تسريع العمل المناخي.

وعلّق في هذا الصدد بدر جعفر الذي ترأس منتدى المناخ الأول للأعمال التجارية والخيرية في كوب28: “من المواضيع التي طُرِحت باستمرار في منتدى المناخ للأعمال التجارية والخيرية، الذي جمع أكثر من 1,300 قائداً من الأعمال التجارية والخيرية من أكثر من 80 دولة وأثمر عن التزامات بتخصيص 7 مليارات دولار أمريكي لقضايا المناخ والطبيعة؛ هو الدور الفريد الذي يجب أن يضطلع به القطاع الخاص بتوظيف طاقاته الديناميكية ورأس ماله وشبكاته الحيوية لتسريع الخطى نحو صافي الصفر.”

ومن المتوقع أن تتطلب أهداف صافي الصفر وعكس الخسائر الطبيعية واسترجاع التنوع الحيوي بحلول 2050، استثمارات تزيد عن 3 تريليونات سنوياً، وهذا مبلغ يستحيل على مصدر تمويل واحد أن يطيق توفيره لتلبية جميع متطلبات التكيف مع المناخ والحد من آثاره. الحل الوحيد إذن لسد هذا الثغرة هو بناء الشراكات ورفع سقف الطموح وتعزيز الوعي والتعلم عبر مختلف القطاعات.

وإشارة إلى بعض أهم عوامل نجاح كوب28 التي تستطيع رئاسات مؤتمرات كوب المستقبلية تبنيها لضمان مواصلة وتيرة التقدم التي ولّدها كوب28، قال بدر جعفر: “لقد جسّد مؤتمر كوب28 رؤية معالي الدكتور سلطان الجابر التي تدعو إلى تغييرات جذرية في منهجية عملنا، واتحادنا، وبلوغنا للأهداف. ولنتمكن من إعادة بناء الثقة عبر القطاعات والمناطق، كان من الضروري أن نركز بصورة مطلقة على عنصر الشمولية، لذا حرصنا على أن يجمع المنتدى عدداً غير مسبوق من ممثلين من قطاع الأعمال والمجتمع المدني والشباب والمجال الأكاديمي والشعوب الأصلية وقادة الأديان. ومن القوى الفريدة التي قدمها كل منهم، أبصرت النور مخرجات تاريخية واضحة الأهداف لم نرَ لها من قبل مثيلاً، رسمت مساراً جديداً نحو عصر جديدٍ من العمل المناخي والطبيعي.”

وأضاف: “لقد برهن كوب28 أن التعدد في الجهود ما يزال قادراً على تحقيق النتائج المفصلية، شرط أن تشمل هذه الجهود جميع مناطق المعمورة وشعوبها، لا التركيز على البعض دون الآخر. لهذا السبب، كان المحور الرئيسي الذي تبنته رئاسة كوب28 شمول العملية للجميع بلا أي استثناء.”

وقد شهدت الجلسة المنعقدة في دافوس تأسيس مبادرات جديدة لمبادرة ’العطاء لتعظيم العمل من أجل الأرض‘ (GAEA) التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، لتسريع تغيير المؤسسات لنماذج عملها بتبني ممارسات أكثر استدامة، وذلك عن طريق تدخلات تساهم بها جهات حكومية وخاصة وخيرية.

وجدير بالذكر أن جلسة النقاش هذه عُقِدت ضمن مبادرة عن المناخ متعددة القطاعات نظمها المنتدى الاقتصادي العالمي، هدفها توفير رأس المال الخاص والتمويل الحكومي اللازم لإعادة إحياء الأنظمة الأرضية المرتبطة بالطبيعة، والمحيطات، وعمليات الحفظ، والترميم، وجودة الهواء، والمياه، والأنظمة الغذائية، والتنوع الحيوي، وإزالة الكربون من الصناعات، وتوظيف التكنولوجيا الخضراء.

يمكنكم مشاهدة تسجيل الجلسة هنا.

اترك تعليقاً

Click me!