النجاح في إجراء أول جراحة دماغية روبوتية في العالم

13 نوفمبر 2025 Successful World-First Robotic Brain Surgery
  • نظام XCath الروبوتي للأوعية الدموية ينجح في إجراء أولى عملياته على الإنسان لعلاج تمدّد الأوعية الدموية في الدماغ
  • شركة “الهلال للمشاريع” في دولة الإمارات هي المؤسِّس والمساهم الأكبر في شركة XCath
  • تمدّدات الأوعية الدموية الدماغية تمثّل تحدّيًا صحيًا خطيرًا يصيب شخصًا واحدًا من بين كل خمسين، وتتطلّب ابتكارات تقنية لتحسين النتائج العلاجية
  • تُتيح الروبوتات العصبية الوعائية توجيه الأجهزة داخل الجمجمة بدقة عالية لعلاج تمدّدات الأوعية الدموية الدماغية وغيرها من الاضطرابات الوعائية الخطرة على الحياة.

أعلنت شركة XCath، المتخصّصة في تطوير الأجهزة الطبية والروبوتات الجراحية العصبية الوعائية المتقدّمة، بالشراكة مع شركة “الهلال للمشاريع “- المؤسِّس والمساهم الأكبر في XCath – عن نجاحها في إجراء أول استخدام بشري لنظام الروبوت الجراحي EVR لعلاج ثلاثة مرضى يعانون من تمدّدات وعائية دماغية معقّدة.

أُجريت هذه العمليات الرائدة في عيادة بنما بمدينة بنما، بقيادة الدكتور فيتور مينديز بيريرا، وبمشاركة الباحث الرئيسي المحلي الدكتور أناستاسيو أمييخيراس سيباوستي. ويُمثّل هذا الإنجاز المرة الثانية فقط في التاريخ التي يُستخدم فيها روبوت جراحي لإجراء تدخّلٍ عصبي وعائي داخل الجمجمة.

ومع نجاح هذه العمليات، أصبح نظام EVR التابع لشركةXCath النظامَ الروبوتي الوعائي الوحيد قيد التطوير عالميًا الذي نجح في توجيه الأدوات داخل الجمجمة وتنفيذ علاجٍ تدخّلي عصبي، كما يُعدّ أول روبوتٍ عصبي وعائي ثلاثي المحاور في العالم يُنفّذ علاجًا فعليًا على المرضى.

Successful World First Robotic Brain Surgery

ويمتد هذا الإنجاز ليُجسّد الزخم الذي تقوده دولة الإمارات في تطوير حلول مبتكرة ضمن قطاع التكنولوجيا الطبية. ففي مايو 2024، وخلال أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية، نجح فريق XCath في تنفيذ أول عرض عام في العالم لمحاكاة عملية استئصال خثرة ميكانيكية عن بُعد. وقد أجرى الدكتور فيتور مينديز بيريرا العملية من أبوظبي على مريضٍ افتراضي في كوريا الجنوبية، وتمكّن خلال دقائق معدودة من إزالة جلطة دموية من الدماغ.

وفي تعليقٍ على هذا التطوّر النوعي، قال نيراج أغراوال، عضو مجلس إدارة XCath والمدير التنفيذي في شركة “الهلال للمشاريع”:
“يُبرز هذا التقدّم اللافت من شركة XCath ريادة المنطقة في قطاع الرعاية الصحية العالمي، ويؤكد التزام “الهلال للمشاريع” بمواصلة دفع عجلة الابتكار في هذا القطاع الحيوي. كما يُبيّن هذا الإنجاز كيف يمكن لاستراتيجيتنا الاستثمارية القائمة على خلق القيمة أن تُسهم في تحقيق أثرٍ حقيقي يُنقذ الأرواح”.

Successful World-First Robotic Brain Surgery

ويكتسب هذا الإنجاز أهميته الخاصة في ضوء الحاجة الملحّة لتقنيات قادرة على تقليص زمن الاستجابة في الحالات الطارئة. فكل دقيقة تُعدّ ذات أهمية قصوى في الحالات المرضية مثل السكتة الدماغية، التي تُعدّ من أبرز أسباب الوفاة والإعاقة على مستوى العالم. إذ يفقد المريض نحو مليوني خلية دماغية في كل دقيقة تمرّ دون علاج، لذلك فإن القدرة على إيصال الطبيب المختص إلى المريض عبر تقنيات الجراحة الروبوتية عن بُعد يمكن أن تُوفّر وقتًا ثمينًا وتنقذ الأرواح.

وفي الوقت الراهن، لا تتجاوز نسبة المرضى المصابين بالسكتة الدماغية حول العالم الذين تتاح لهم فرصة الخضوع لعملية استئصال الخثرة الميكانيكية (إزالة الجلطات) 2 إلى 3 بالمئة فقط عند حاجتهم إلى هذا النوع من التدخّل العلاجي الحاسم.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور فيتور مينديز بيريرا أن “التدخّل العصبي الوعائي لعلاج تمدّد الأوعية الدموية في الدماغ يتطلّب دقةً تشغيلية دون مستوى المليمتر الواحد، ما يستدعي تحكّمًا استثنائيًا وثباتًا عاليًا في الأداء. ومع نجاح هذه العمليات، أثبت نظام شركة XCath قدرته على دعم الأطباء والارتقاء بمستوى الدقة في الإجراءات العصبية الوعائية المعقّدة. ومن خلال توحيد الحركات الدقيقة وتنفيذ القرارات بدقةٍ متناهية، يمكن للمساعدة الروبوتية أن تمكّن الأطباء الجدد أو الأقل خبرة من أداء التدخّلات العلاجية بثباتٍ أكبر وبمستوى منخفض من المخاطر، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين النتائج وتقليل المضاعفات”.

وتأتي هذه التطوّرات في ظلّ تزايد الوعي العالمي بخطورة تمدّدات الأوعية الدموية في الدماغ، إذ تُعدّ من أبرز المشكلات الصحية الحرجة والشائعة التي تتطلّب تطورًا تقنيًا مستمرًا لتحسين النتائج العلاجية. وتشير التقديرات إلى أنّ شخصًا واحدًا من بين كل خمسين شخصًا يعاني من تمدّد وعائي دماغي غير متمزّق، وغالبًا لا تظهر أي أعراض حتى وقوع التمزّق. وعلى مستوى العالم، تتسبّب تمدّدات الأوعية الدموية المتمزّقة في نحو 500 ألف حالة وفاة سنويًا، ويُشكّل من هم دون سن الخمسين نصف هذه الحالات تقريبًا، فيما يُعاني نحو 66% من الناجين من أضرار عصبية دائمة.

ومن جانبه، قال الدكتور فريد مول، رئيس مجلس إدارة XCath:
“كان من المُلهم أن أشهد هذا الحدث التاريخي البارز. إنّ النجاح في إتمام هذه العمليات يُمثّل إنجازًا نوعيًا في مجال الروبوتات الوعائية الداخلية، في الوقت الذي نواصل فيه العمل على تطوير حلول تسهم في تحسين النتائج العلاجية للمرضى المصابين بتمدّدات الأوعية الدموية والسكتات الدماغية. تؤثّر هذه الحالات في شريحة واسعة من المرضى، وإنّ القدرة على إجراء تدخّلات روبوتية دقيقة تمتلك إمكانات هائلة لإحداث نقلة نوعية في أساليب العلاج المتقدمة لهؤلاء المرضى الأكثر عرضة للمخاطر”.

واختتم إدواردو فونسيكا، الرئيس التنفيذي لشركة XCath، قائلًا:
“إن تحقيق القيمة السريرية والتجارية في مجال التدخّلات العصبية يبدأ بجعل الرعاية الدماغية المنقذة للحياة أكثر قابلية للتكرار، وأكثر دقّة، وأسهل في الوصول إليها، ولا سيّما عندما تكون كل دقيقة ذات أهمية قصوى. ويُجسّد هذا الإنجاز ثمرة الشغف والتفاني الذي يتحلّى به فريقنا في مجالات الروبوتات والبحوث السريرية والاستثمار. ومع تطلّعنا إلى المستقبل، يُشكّل نجاح تجربةٍ سريرية بهذا المستوى من التعقيد أساسًا متينًا لتطوير تدخّلاتٍ عصبية محلية وعن بُعد، قائمة على الروبوتات وقابلة للتطبيق التجاري، تُسهم في تحسين النتائج الصحية للمرضى.”