وزارة الاقتصاد والهلال للمشاريع تنظّمان حلقة نقاش عن دور الأعمال الخيرية الاستراتيجية في التجارة العالمية ضمن المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبو ظبي
- 20 خبيراً رائداً من القطاع الخير ي والمجتمع المدني والقطاعَيْن الحكومي والخاص يشاركون في النقاش
- رأس المال الخيري قادرٌ على تحفيز التغيير والابتكار والتنمية المستدامة في التجارة
نظمت وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع شركة الهلال للمشاريع، حلقةَ نقاش بعنوان “تعزيز المرونة والشمول: دور الأعمال الخيرية الاستراتيجية في التجارة العالمية‘، عُقِدت يوم الخميس الموافق 27 فبراير ضمن المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة.
وناقش المشاركون في الجلسة دور الأعمال الخيرية الاستراتيجية في تيسير العمليات التجارية وتحسين نتائجها وشمولها، وفي بناء المرونة عبر منظومة التجارة العالمية، وركزوا على أهمية إشراك الجنوب العالمي والدول الأقل نمواً، وتوظيف رأس المال الخيري في التوعية والتخفيف من المخاطر. وشدّد النقاش على الحاجة إلى تفعيل دور العمل الخيري الاستراتيجي في المرحلة المقبلة من العمل الدولي لتحسين السياسات والحوكمة التجارية.
وفي الملاحظات الافتتاحية التي أدلى بها سعادة جمعة القيت، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد، أمام الخبراء المشاركين من منظمات خيرية وهيئات تجارية وحكومية ومن المجتمع المدني والقطاع الخاص، بيّن سعادته الدورَ الحاسم الذي يمكن للحكومات أن تؤديه لإشراك القطاع الخيري في النقاشات التجارية من أجل بناء منظومة تجارية أكثر تكافؤاً واستدامة.
وقال سعادة جمعة محمد الكيت وكيل الوزارة المساعد لشؤون التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد: “هناك إجماع عالمي على مدى عقود من الزمن على أن ’التجارة، وليست المساعدات‘ هي أفضل سبيل للتنمية، وأن مجرد فتح الاقتصاد أمام التجارة والاستثمار يكفي لتعزيز النمو. ومع ذلك، من الواضح أن العلاقة بين المساعدات والتجارة أكثر تعقيداً وغالباً ما تكون متكاملة. ويمكن أن يكون للأعمال الخيرية المستهدفة دور أكبر في دعم بناء القدرات المحلية التي تواكب احتياجات السوق بشكل أفضل بدلاً من الطريقة الأخرى المتمثلة في الدخول الفوري إلى الأسواق. وبينما نعمل على دعم التجارة باعتبارها موفرة للفرص، من المهم أن يتم تضمين قطاع الأعمال الخيرية في النقاشات وذلك ببساطة لكي لا نقوم بترسيخ حالة عدم المساواة القائمة حالياً”.
وأكد في هذا السياق توشار سينغفي، نائب الرئيس التنفيذي للهلال للمشاريع، وهي شركة عالمية متنوعة الأعمال مقرها الإمارات، على أهمية التعاون بين القطاعات للتمكن من التعامل بفعالية مع مشكلة عدم التكافؤ المتفاقمة والتدهور البيئي وغياب عنصر الشمول، وذلك بمنح الأعمال الخيرية الاستراتيجية فرصة المشاركة في النقاشات عن التجارة العالمية.
وقال: “مع التحولات المنهجية التي تشهدها الصناعات العالمية، يبقى العملُ الجماعي الحلَّ الأمثلَ لمجابهة التحديات المعقدة وانتهاز الفرص وسط هذه التغيرات المستمرة. يعكس نقاشنا اليوم التزاماً مشتركاً بالتغيير الهادف الذي سيمكننا من بناء منظومة تجارة عالمية أكثر توازناً.”
وأردف: “إن التزام دولة الإمارات الراسخ بفتح آفاق الحوار هو نموذجٌ ملهِمٌ بحقّ، يُصوِّر للعالم كيف يقودنا التعاون إلى الحلول الحاسمة وفي الوقت المناسب. وباجتماع الخبرات ووجهات النظر من مختلف القطاعات، عندها فقط سننجح في تعزيز دور الأعمال الخيرية الاستراتيجية في التجارة العالمية، والحد من المخاطر المحتملة بصورة أفضل، والمساهمة في تمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر مرونة واستدامة وشمولاً.”
وجدير بالذكر في هذا السياق أن العمل الخيري الاستراتيجي يمتلك قدرات مذهلة على تحقيق نتائج إيجابية قوية، خصوصاً إن نظرنا إلى الكمّ الهائل من المساهمات الخيرية التي قدمتها مؤسسات وأفراد من جميع أنحاء العالم في 2022، تجاوزت 811 مليار دولار أمريكي. تنبثق هذه العطاءات الهائلة من ارتفاعٍ في مستوى الثروات، التي يبلغ مجموعها اليوم 41.8 ترليون دولار أمريكي لأصحاب رؤوس الأموال الضخمة اعتباراً من منتصف 2022. وتُبَشِّر هذه النتائج بإمكانية توظيف المزيد من الثروات الخاصة في المبادرات التنموية بطرق أكثر فعالية وأوسع نطاقاً.
وتباحث المتحدثون في الجلسة في التحديات العالمية الراهنة التي تؤثر على التجارة، وأوضحوا قدرة العمل الخيري على تقليل هذه الآثار من خلال منهجيات متنوعة، مثل:
- التمويل المبتكر والمجازفة في التجارة، بما في ذلك التمويل الأولي وإزالة المخاطر من الاستثمارات، والاستثمار في الأبحاث، وتعزيز مبادرات الطاقة المتجددة وتقليل النفايات
- تحسين الشمول بالحرص على إشراك المجتمعات المهمشة والمنتجين المحليين، وتحديداً في الجنوب العالمي/الغالبية العالمية، وتقديم الدعم والإمكانات التي تحفز تقدمهم
- التشجيع على الممارسات المستدامة ورفع مستوى العادات والمعايير العالمية، عن طريق التوعية وتغيير السياسات بما يتوافق من الممارسات التجارية العادلة والأخلاقية
- تحسين التفاعل مع منظمة التجارة العالمية، وصياغة استراتيجيات تعاونية تكثف مشاركة الأعمال الخيرية في النقاشات المستقبلية.
واستفاد المتحدثون من تبادل المعارف التخصصية وأفضل الممارسات في تحديد الخطوات التي يمكن تطبيقها في المرحلة المقبلة، مركزين في ذلك على التنمية المستدامة والشمول. وعقب هذه الجلسة، سيُوزَّع على المشاركين وأصحاب المصلحة تقريرٌ ملخصٌ يُبيِّن نقاط النقاش التي طرحت في الجلسة، والاستنتاجات الرئيسية، والإجراءات المقترحة لضمان مقعدٍ خاص للأعمال الخيرية الاستراتيجية على طاولة النقاش.
وأدارت نائلة الفاروقي، الرئيسة التنفيذية لملتقى المؤسسات العربية، هذه الجلسة التي حضرها 20 خبيراً من تخصصات مختلفة من عدة منظمات من حول العالم، منها: حكومة أبو ظبي، وحكومة فنلندا، ومنظمة التجارة العالمية، والمنتدى الاقتصادي العالمي، وغوغل، وباين آند كومباني، والهلال للمشاريع، ووايت شيلد، وAlembicis, LLC، وCOSV، وThird World Network، وFuture Senarios and Foresign، وInternational Diplomatic Supplies (IDS) & Intagul FZCO ، والمنظمة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، ومؤسسة كلايمت ووركس، والهيئة الطبية الدولية، ومعهد آسبن، ومنظمة بسمة وزيتونة.
وارتكز النقاش في الجلسة على محتوى ورقة بيضاء أصدرتها وزارة الاقتصاد بالتعاون مع الهلال للمشاريع بعنوان ’تعزيز المرونة والشمول: دور الأعمال الخيرية في التجارة العالمية‘.
يمكنكم الاطلاع على الورقة البيضاء عبر هذا.
وُيذكر أن منظمة التجارة العالمية التي تأسست عام 1995 هي الهيئة الدولية التي تشرف على قواعد التجارة الدولية. ويعتبر مؤتمرها الوزاري المنعقد كل سنتين الاجتماعَ الأهم للمنظمة لاتخاذ القرارات، إذ يشارك فيه وزراء وكبار المسؤولين من جميع الدول الأعضاء لمراجعة القوانين التي تشكل منظومة التجارة العالمية وتحديثها.